يشكّل الترفيه جزءاً كبيراً من عالمنا اليوم. تحيطنا الوسائل والأدوات الترفيهية في منازلنا، ومدارسنا، وأسواقنا. بيد أن الترفيه ليس مجرد أنشطة عابرة، حيث يتجاوز ذلك إلى أن يكون قطاعاً اقتصادياً هاماً يعمل فيه الآلاف من الناس، ويضيف إلى الناتج المحلّي للدول، ويؤثر في سلوك الناس وقناعاتهم.
ما هو الترفيه؟
الترفيه هو أي نشاط يقوم به الإنسان بهدف الترويح عن النفس وإسعادها. من الممكن أن يكون هناك دافع آخر لقيام الإنسان بهذه الأنشطة (كالتعلّم أو إسعاد الآخرين) لكن الدافع الأساسي هو المتعة وشعور الإنسان بالسعادة. للترفيه أشكال متعددة منها الترفيه في الأماكن الترفيهية كمدن الملاهي والحدائق والمنتزهات، والفعاليات الترفيهية كالمسرحيات والمهرجانات، والمحتوى الترفيهي.
ما هو المحتوى؟
المحتوى هو أي شكل من أشكال البيانات المنقولة إلينا عبر الوسائط الإعلامية المقروءة والمسموعة والمشاهدة. يتضمن ذلك الكتب، البرامج والمقطوعات الصوتية، الأفلام والمسلسلات، البرامج التلفزيونية، وألعاب الفيديو.
ما هو المحتوى الترفيهي الإيجابي؟
من الممكن أن يكون المحتوى الترفيهي إيجابياً ومن الممكن أن يكون سلبياً وهداماً. عدد غير قليل من أفلام الرسوم المتحركة تحتوي على مشاهد عنف، ترويج لبعض القيم والتصرفات غير اللائقة كالسرقة والغش والكذب، أو بعض القيم غير المناسبة لمجتمعاتنا. في المقابل من الممكن أن يكون المحتوى الترفيهي إيجابياً بأن يضيف للمشاهد بعض القيم الإيجابية ويحفزه على القيام بأعمال نبيلة ويروج لفعل الخير بالإضافة إلى قيامه بمهمته الأساسية والتي هي الترفيه وإمتاع المشاهد.
هل هو مهم حقاً؟
يتأثر الإنسان بشكل كبير بما يشاهد ويسمع ويقرأ. المدخلات المختلفة التي يتعرض لها الإنسان تُسهم بشكل كبير في بناء شخصيته وفكره ويمتد ذلك بطبيعة الحال إلى سلوكه.
بالنسبة لشريحة الأطفال يكتسب المحتوى الترفيهي أهمية خاصة، حيث يقضي الأطفال معه جزءاً كبيراً من أوقاتهم كل يوم، في مراحل عمرية مبكرة ما زالت شخصياتهم وقيمهم فيها في طور التكوين. قابلية الأطفال للتأثر بما يشاهدونه أعلى من الكبار، حيث أن الطفل يبني نموذجاً للحياة المثالية في ذهنه مما يشاهد من بيئته ومن الوسائل الترفيهية المختلفة.
في غالب الأحيان لا يكون المحتوى الترفيهي محايداً، فإما أنه إيجابي أو أنه سلبي. سواء كان أمام التلفاز، أو الجهاز اللوحي، أو شاشة الكومبيوتر، يقضي أطفالنا في مرحلة مبكرة من أعمارهم قسطاً كبيراً من أوقاتهم أمام هذه الوسائل الترفيهية. وفي الوقت الذي نحرص فيه على تربيتهم، وعلى حمايتهم من كل ضرر، حيث نهتم بهم ونختار لهم كافة تفاصيل حياتهم، من المهم أن نُولي المحتوى الذي يشاهده أطفالنا أهمية خاصة. يكون ذلك بتأكّدنا من إيجابية المحتوى الترفيهي الذي يشاهدونه أو يتفاعلون معه. وبذلك نسهم في تربيتهم في الوقت الذي يكونون فيه يضحكون بمحتوى مضحك أو مندمجون مع فيلم مغامرات شيّق.